ناسا بت: عندما يتحوّل الذكاء إلى أيقونة

 

ناسا بت: عندما يتحوّل الذكاء إلى أيقونة

في السنوات الأخيرة، انتشرت عبارة "ناسا بت" بين الشباب العربي، خصوصًا في مواقع التواصل الاجتماعي. تُقال هذه العبارة بطابع فكاهي أو مدهوش، للدلالة على شخص عبقري أو يفعل شيئًا خارقًا للعادة، وكأن لديه عقلًا يوازي عقول علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". لكن خلف هذا التعبير الطريف، تكمن إشارات عميقة عن نظرتنا للتكنولوجيا، العلم، والمرأة الذكية في عصر سريع التحول.

من هي "ناسا بت"؟

لغويًا، "بت" هي كلمة دارجة في اللهجات العامية المصرية والسودانية وبعض اللهجات العربية الأخرى، وتعني "فتاة". أما عندما نقول "ناسا بت"، فإننا نمزج بين العبقرية العلمية المتمثلة في وكالة ناسا، وبين فتاة خارقة الذكاء أو المهارة.

لكن إذا تجاوزنا المعنى المجازي، نجد أن هناك فعلًا "بنات ناسا" حقيقيات — عالمات، مهندسات، ومصممات ساهمن في أعظم إنجازات الفضاء في التاريخ الحديث. لذا، فإن "ناسا بت" يمكن أن تكون رمزًا حقيقيًا، وليس مجرد مزحة على الإنترنت.

النساء في ناسا: حقائق ملهمة

رغم أن مجال الفضاء ظل لسنوات طويلة حكرًا على الرجال، فإن النساء بدأن منذ منتصف القرن العشرين في شق طريقهن داخل ناسا. إحدى أبرز الأمثلة هي كاثرين جونسون، عالمة الرياضيات الأمريكية التي لعبت دورًا محوريًا في حساب مسارات الرحلات الفضائية، ومنها رحلة "أبولو 11" التي أوصلت الإنسان إلى القمر.

في الوقت الحالي، تعمل آلاف النساء في وكالة ناسا، من بينهن قائدات بعثات، مهندسات برمجيات، وعالمات أحياء فضائية. وقد أطلقت ناسا عدة مبادرات لتمكين المرأة، مثل برنامج "نساء في ناسا" (Women@NASA) وبرامج الزمالة العلمية للفتيات المهتمات بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: "ناسا بت" الحقيقية

في الوقت الذي نستخدم فيه عبارة "ناسا بت" للإشارة إلى ذكاء شخص، تقوم ناسا فعلًا بتطوير "أنظمة ذكية" تشبه إلى حد كبير العقول البشرية. من بين أبرز الأمثلة، المركبة بيرسيفيرنس (Perseverance) التي أُرسلت إلى المريخ عام 2021، وتضم نظامًا ذكيًا يمكنه اتخاذ قرارات مستقلة دون تدخل مباشر من الأرض.

كما أن ناسا تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الفضاء، البحث عن كواكب جديدة، ومحاكاة ظروف الحياة خارج الأرض. كل هذه الإنجازات تجعل من "ناسا" مرادفًا ليس فقط للعلم، بل للذكاء المتقد والابتكار المستمر.

هل يمكن أن تصبح "ناسا بت" واقعًا عربيًا؟

العبارة قد تكون نابعة من فكاهة الإنترنت، لكنها تحمل حلمًا واقعيًا: أن ترى فتياتنا أنفسهن ضمن هذا العالم العلمي الرائد. في العالم العربي، بدأت بعض المبادرات تأخذ شكلًا ملموسًا، مثل برامج STEM للفتيات، والمخيمات العلمية، والمشاركة في مسابقات الروبوت والفضاء.

إذا تم دعم هذه المبادرات، يمكن أن تتحول "ناسا بت" من مجرد تعبير ساخر إلى واقع نعيشه، تُصبح فيه الفتاة العربية عالمة فيزياء، مهندسة فضاء، أو حتى قائدة رحلة إلى المريخ.

الخلاصة

"ناسا بت" ليست فقط عبارة طريفة نتداولها على الإنترنت، بل هي انعكاس لحلم جماعي بأن تكون الفتاة العربية قوية، ذكية، ومؤثرة في أكبر ميادين العلم والتكنولوجيا. هي رمز للمرأة الطموحة، التي لا ترى السماء كحد، بل كبداية.

 

Popular posts from this blog

আরবি ১২ মাসের ক্যালেন্ডার ২০২৫